المتفوقة أبو طواحينة.. ترسم الأمل رغم قذائف الاحتلال









غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
على أضواء الشموع تارةً، وعلى ضوء الكشافات تارةً أخرى كانت تمضي المتفوقة "منى سامي أبو طواحينة" لياليها ساهرة تتجهز لامتحان الثانوية العامة.
 
وحصلت "منى أبو طواحينة" على الترتيب الثاني على مستوى محافظات الوطن بمعدل 99.4% في الفرع الأدبي رغم كثير من الصعوبات التي واجهتها أولها قصف الاحتلال لمنزلها بثمان قذائف مدفعية، وتنقلها بين عدة منازل.

ومنذ أن أعلنت نتائج الثانوية العامة ليلة الجمعة لم ينقطع دوران أطباق الحلوى على عشرات الضيوف من الأقارب والأصدقاء المتوافدين لبيتها المحاذي لطريق صلاح الدين، والذي أصبح قبلةً للصحفيين.
 
تميز رغم القصف 
تلقت "منى أبو طواحينة" الحافظة للقرآن مساء أمس اتصالاً يبشرها بأنها من أوائل محافظات فلسطين في الثانوية العامة، لكنها أصرّت على متابعة مؤتمر وزارة التربية والتعليم، وسماع اسمها بنفسها ووزير التربية والتعليم تتلو أسماء الأوائل.

تزدحم حجرة الضيوف بعشرات الرجال والأطفال من عائلة "أبو طواحينة" يتقدمهم أشقاؤها وشقيقاتها بينما تتوسط "منى" الأريكة بين والديها لاستقبال التهنئة من الوافدين.

وتضيف لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" "واصلت العام رغم صعوباته الكبيرة، بعد الحرب وانقطاع الكهرباء، إضافة لأن منزلنا قصف بثماني قذائف، ما أثر على نفسيتي، وتنقلنا من منزل لآخر".
 
وتنوي الالتحاق بالجامعة الإسلامية في غزة مفضلةً دراسة تخصص اللغة العربية؛ لأنها لغة القرآن الكريم واللغة التي أحبتها منذ الصغر، داعيةً طالبات الثانوية للعام المقبل للاجتهاد مبكراً والمراجعة المتواصلة.
 
فرحة غامرة
لا أحد يبدو سعيداً أكثر من والدي "منى"؛ فقد أعاد تفوقها إلى قلوبهما الفرح من جديد رغم تشتت شمل الأسر وتضرر منزلهما الذي أمضيا سنوات طويلة وهما يجهزانه حجراً حجراً.
 
يخاطب الأب ابنته قائلاً: "أقول لابنتي ألف مبارك على نجاحك.. وقد سبقها من بناتي متفوقات؛ فأبنائي كلهم من الأوائل، فأنا توقعت تفوقها لأنها لم تكن تنام".
 
أما الأم فتقول إن أجواء امتحانات الثانوية العامة كانت هذا العام صعبة للغاية لما تعرضت له الأسرة من هجرة قسرية بعد قصف البيت وتشتت شمل العائلة.

وتضيف: "كنت أجتهد على تقديم كل شيء يساندها، وأنا متوقعة أن تحصل على هذا التفوق لأنها متميزة من الصف الأول، كانت فرحة كبيرة لا توصف عندما تلقينا النبأ".

وتبدو آثار القصف الصهيوني واضحةً على منزل "أبو طواحينة" نصف المدمر؛ فقد ترك كوةً كبيرة في السقف، وتشققت معه جدران وشرفات المنزل الذي ينتظر إعادة الإعمار حتى اليوم.
تاريخ الاضافة: 04-07-2015
طباعة