« لاجئ فلسطيني، عاش في لبنان ووجد مستقبله في كندا على يد يهوديّة »






http://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/283989_135945649826331_120916041329292_233368_3619569_s.jpg

 ثلاث وستون، عاماً ولا يزال الشّعب الفلسطيني يعاني الأمرين من القريب قبل البعيد، القريب الذي ظنّ هذا اللاجئ المسكين أنّه خرج من بلده ليجد صدراً يستقبله ويضمه، ويداً تمسح عن أطفاله الدموع وتكفكف عن نسائه الأحزان. ولكن جرت الرياح بما لا تشتهيه السّفن، فوجد اللاجئ الفلسطيني أنّ الظلم الذي لاقاه على يد الصهاينة اللئام أرحم بكثير ممّا وجده في بلاد الشّتات التي لجأ إليها، هرباً من هذا العدو الماكر.
- بداية القصّة:
تبدأ قصتنا مع بطلها (م.ح)، الذي نشأ مع أهله وترعرع في مرحلة الطفولة في الكويت والتي سافر إليها أبوه بعد أنْ ملّ ويأس من أنْ يجد عملاً يستطيع معه تأمين مستقبل أولاده. فقرر في بداية السبعينات الرحيل لدولة الكويت، وفيها عمل بشركة بترول ووفق لتجميع مبلغٍ من المال إستطاع من خلاله العيش بكرامة وتعليم أولاده وإيصالهم لمستوى علميّ مرموق. ولكن في فترة التسعينات اضطر لمغادرة الكويت بسبب حرب الخليج، والرجوع إلى لبنان.
-وكبر(م.ح):
بعد مرور سنواتٍ عديدة من الرجوع للبنان، كان ابن صاحبنا والمرموز له بـ (م.ح) قد كبر وأنهى مرحلة الجامعة. وتهيأ لكي يجد عملاً يستطيع من خلاله تأمين حياةٍ رغيدة، لكي يبني عائلة طيبة كما فعل والده. وبدأ فعلاً رحلته في بيروت باحثاً عن عملٍ بتخصّصه (كمبيوتر ساينس) والذي كان قد نال فيه معدل 95%، فلم يترك شركةً إلاّ وطرق بابها فإما أن يكون الرّد بالرفض لأنّه فلسطينيّ الجنسيّة، أو يوفق لإيجاد عملٍ ولكن براتب متدنٍ نوعاً ما. فاسودّت الدنيا في وجهه منْ أنْ يجد عملاً بمعاش طيب في لبنان أو حتى في دول الخليج العربي (لأنّ جريمته أنّه فلسطيني).
-السّفر لكندا، وتعاطف اليهوديّة:
فقرر حينها (م.ح) السّفر لكندا وإكمال تعليمه بمرحلة الماجستير، فوفق لذلك وسافر وأنهى مرحلة الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشّرف، ومرحلة الدكتوراة أيضاً بعد أنْ أخذ منحةً من الجامعة بسبب تفوقه. أعلنت الجامعة عن وظيفة لحاملي الدكتوراة في تخصّص الكمبيوتر ساينس، فقرر (م.ح) التقدّم إليها وفعلاً بعد وقتٍ ليس بالطويل أرسل ورائه لكي يعمل مقابلة، ودخل للمقابلة حيث كانت من ضمن اللجنة المقابلة دكتورة يهوديّة. فطلبت من (م.ح) التحدث عن مسيرة حياته العلميّة بإيجاز، فأسرد لها مراحل حياته وخاصّة المعاناة التي لاقاها بإيجاد فرصة عملٍ مرموقة بتخصّصه في لبنان وكيف أنّه قرر السّفر لكندا "لأنّ فيها قومٌ لا يظلم عنْدهم أحدٌ أبداً". فسرت هذه الدكتورة اليهوديّة منه، ومن قصّة كفاحه وتمّ قبوله مدرساً في الجامعة.
-صرخة:
ومن مقرّ إقامته في إدمنتون يطلق (م.ح)، صرخةٍ من صميم قلبه قائلاً:"أيعقل يا بني جلدتي أنْ أطلب  العدل في بلداننا العربيّة فلا أجد إلاّ الظلم المرير، ولا أجد العدل إلاّ عند اليهوديّة، ولكن أقول وكل جريمتي أنّي فلسطيني فلسطيني".


» تاريخ النشر: 23-08-2011
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.