.

عرض المقال :فلسطينيو لبنان محرومون من العمل.. إلى متى؟؟

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

فلسطينيو لبنان محرومون من العمل.. إلى متى؟؟



فلسطينيون أجبرتهم سياسة دولة استضافتهم على التخلي عن أحلامهم، ودفعهم حرمانهم من أبسط حقوقهم إلى اللجوء إلى أعمال يومية بسيطة ليعتاشوا منها ويطعموا أطفالهم، وليضمدوا بها جراحًا نازفة لم تشفَ بعد، وحاصرتهم أطياف الجامعات التي تخرجوا منها أطباء ومهندسين ومحامين، وفي النهاية يمارسون مهنة لا تمت لاختصاصهم بصلة!

لا تزال جراحهم تؤلمهم، وكلما تذكروا انقلاب المهنة على ممتهنيها، أدركوا أن شبح العمل لا يزال يحاصرهم، ويقيد شهاداتهم الجامعية، ويقتل أحلامًا عمَّروها طوال حياتهم.

دولة حرمت اللاجئين من أبسط حقوقهم المدنية، فتملك البيت ممنوع ومخالف للقانون، وامتهان مهنة بدعة أو لا يجوز، متذرعة بأن سماحها لا يعود على الفلسطينيين إلا بالتوطين.

رغم حرمانهم إلا أنهم لم يستسلموا لصعوبات الحياة، فالمنهدس يعمل بائع قهوة (قهوجي) على مداخل المخيمات، ومنهم من يتجول على الأرصفة في الأحياء وبين المنازل، والطبيب يعمل دهَّانًا أو بنَّاءً، وفي أحسن الأحوال يعمل مياومًا في إحدى المستوصفات والعيادات الفلسطينية الخاصة كالهلال الأحمر الفلسطيني، والمحامي افتتح محلاًّ لبيع المواد الغذائية... وغيرهم الكثير ممّن تحطّمت أحلامهم، إلا أنهم استمروا بالحياة، وعملوا في شتى المهن البسيطة ولم يتعيَّبوا، على أمل السماح لهم بمزاولة مهنتهم التي أمضوا عمرهم في سبيل الدراسة والتخرج.

على مدخل المخيم، يدور بائع قهوة منتعلاً قبعة تقيه من الشمس، ويجرٌّ أمامه عربة يبيع عليها قهوته ليعتاش من جلبها، يروي لزبائنه قصة طفولته، ويغص غصَّةً حارقة عندما يبدأ بسرد حكاياته الجامعية، ويتذكر أنه كان طبيبًا، والآن.. بائع قهوة.

وفي أزقة المخيم، يقف بائع للمواد الغذائية ينتظر الزبائن ليحادثهم ويشكو لهم مرارةَ الحرمان، ويذكرهم أنه كان محاميًا يحلم بالوقوف أمام المحاكم للدفاع عن المظلومين، إلا أنه اليوم يقف مظلومًا لا مُدافع عنه.

وفي ورشة داخل المخيم يعمل مهندساً ينتحل مهنة دهان، يردد دائما: " هذا ما أرادته الدولة اللبنانية، المهنة حرام.. وتركها إعدام".

واقع أجبرهم على طلاق المهنة ثلاثًا، وتركهم أسرى لمهن لا تكفي حاجة اليوم حتى، طلاب أرابهم القانون فاستعاضوا عن الدراسة الجامعية بالدخول إلى سوق العمل مباشرة، خشية التخرج واللحاق بسابقيهم، وأطفال خرجوا من المدارس بناءً على قاعدة تقول: "في النهاية لن تعمل"، وانخرطوا في العمل اليومي البسيط، يبيعون بعض الحاجات على الطرقات، ويمسحون زجاج السيارات، ويعملون في مهن أكبر منهم سنًّا وحجمًا وطاقة، وفي النهاية يقول المجتمع: "لماذا عمالة الأطفال؟؟؟!!". مصير الجميع مجهول، ودولة لا تكترث لحصار مستضافيها الذي فرضته عليهم، ويبقى السؤال: هل مزاولة مهنة تَعِبَ الفلسطيني بدراستها طوال حياته، وشقي الأهل بدفع تكاليفها تُعد توطينًا لفلسطينيٍّ يرفض التوطين أصلا؟ أم أن الحكاية ليس للتوطين بها ناقة ولا جمل؟ فلماذا إذًا؟؟!
المصدر: القدس للأنباء
 « رجوع   الزوار: 1190

تاريخ الاضافة: 03-09-2013

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
4 + 1 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :288241
[يتصفح الموقع حالياً [ 44
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013