خانيونس - المركز الفلسطيني للإعلام
بعد أن توّجت والديها بتاج الوقار، نجحت الطالبة الحافظة لكتاب الله شيماء أحمد الأغا، في أن تدخل السعادة إليهما بتحقيق التفوق بانتزاعها المرتبة الخامسة مكررًا في القسم الأدبي بالثانوية العامة على مستوى الوطن.
فرحة استثنائية عاشتها العائلة بعد الإعلان عن نتائج الثانوية العامة مساء الجمعة، وظهور اسم شيماء في لائحة التفوق الأولى، وهي التي تسرب إليها القلق من تأخر معرفتها لنتيجتها مقارنة ببعض زميلاتها.
حصاد الزرع
يقول والد شيماء أحمد الأغا لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "الحمد لله، كانت بشرى خير، وتفوقًا باهرًا لبنتي البكر، هذه فاتحة خير علينا وعلى إخوتنا، اليوم تحصد زرع تعب وجهد لها ولنا بعد توفيق الله".
وأشار الأغا إلى أن ابنته توترت بعض الشيء لتأخر وصول نتيجتها إليها، ولكن عندما علمت بنسبتها ودرجتها سجدت لله شاكرة، فهو صاحب الفضل والمنة، مشدداً على أن ابنته استطاعت تحدي كل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة من نتائج عدوان وتبعات حصار.
وتعرض قطاع غزة لعدوان واسع في 8 يوليو/تموز 2014، استمر 51 يوماً نجم عنه أكثر من 2200 جريح و11 ألف مصاب، وتدمير أكثر من 30 ألف وحدة سكنية، فيما لا يزال القطاع يخضع للحصار المشدد منذ عام 2006.
ويؤكد الوالد أنه كان يستشعر خطورة الظروف والأزمات التي تواجه كل قاطني غزة، وضمنهم أسرته وابنته التي كانت مرحلة مفصلية تحدد مستقبلها الدراسي.
وقال: "نجحت بفضل الله مع والدتها وباقي أفراد الأسرة على تشجيعها والعمل على إخراجها من تبعات الحرب والحصار والضغوط لتركز في دراستها وأهدافها، وأن العلم والتفوق هو سلاحنا الماضي.. وكان لها ذلك بفضل الله وهي الحافظة لكتاب الله".
ويشعر الوالد بالفخر بابنته "من قبلُ أسعدتنا بحفظها كتاب الله، واليوم تسعدنا بتفوقها الباهر، وهذا من فضل الله والتزامها".
دموع الفرح
أما شيماء بطلة الحكاية التي انشغلت في تقبّل التهاني من الزوار والمتّصلين عبر الهاتف، فكانت سعادتها لا توصف: "الحمد لله، هذا التفوق بفضل الله وكرمه".
وابتسمت وهي تستذكر حالها لحظات ما قبل الإعلان عن النتيجة حيث كان التوتر والقلق، حتى أنها لم تعرف النوم منذ الليلة الماضية التي أعلن فيها عن تحديد موعد النتيجة رغم ثقتها بما قدمته في الامتحانات.
ولم تتمالك نفسها لحظة معرفتها بالنتيجة من السجود شكراً لله، فيما غمرت دموع الفرح مقلتيها، وهي تتقبل التهاني والتبريكات.
وعبرت شيماء عن شكرها لله صاحب الفضل في توفيقها، ثم لوالديها وأسرتها التي رعتها ووفرت لها سبل التفوق، مشيدة بعطاء مدرساتها في مدرسة خانيونس الثانوية للبنات بخانيونس.
وقالت: "الحمد لله جاء تفوقي استمرارًا لمسيرة تفوقي في السنوات الدراسية السابقة، وكذلك تفوق ونجاح أسرتي".
تحدي الاحتلال
وابتسمت المتفوقة وهي تستذكر الظروف الصعبة التي عاشتها في ظل القصف والعدوان الأخير على غزة، الذي تسبب باستشهاد 21 من أقاربها.
وقالت شيماء: "الأوضاع كانت صعبة، وتأخرنا في المنهاج والذكريات الأليمة والمعاناة كانت حاضرة باستمرار، ولكن علينا تحدي الاحتلال والتفوق وعدم الاستسلام للواقع".
واحتضنت الوالدة ابنتها البكر وقبلتها، وهي تقول: "الحمد لله والشكر له على هذه الفرحة، وعلى هذا التفوق، لم يضيعِ الله جهدها وتعبها".
.jpg)
