.

عرض مقابلة :غوار فلسطين: من مناضل الى بائع خضار

  الصفحة الرئيسية » ركن المقابلات

غوار فلسطين: من مناضل الى بائع خضار


يعتز الفلسطيني احمد محمد يوسف عوض، بلقبه "غوار فلسطين"، ذلك ان سنوات طويلة من النضال والعمل الفدائي" أكسبه هذا اللقب مقارنة مع "غوار سورية" - دريد لحام، الذي حول فنه الى رسالة نضال للدفاع عن وطنه وقضايا الامة العربية وفي المقدمة منها فلسطين.

حيثما جلت في عين الحلوة، يسابق لقب "غوار" احمد عوض الذي ولد في اسرة فلسطينية مناضلة، فأعمامه سقطوا شهداء منذ نكبة فلسطين عام 1948، ووالده محمد يوسف عوض من الرعيل الاول الذي انخرط في صفوف الثورة الفلسطينية مدافعا عن بلدته "الزيب" فيما اشقاؤه السبعة كل اختار نضاله على طريقته الخاصة والعنوان فلسطين، فيما اسرته الصغرى عائلته المؤلفة من الزوجة مزينة الاشقر وولده الوحيد محمد وبناته الست يسيرون على ذات الدرب المحفوف بالاشواك ومعاناة اللجوء المريرة كي يكملوا المسيرة ويحققوا الوصية.
"غوار" الذي يشكل رمزا للنضال الفلسطيني، بات اليوم "بائع خضار" في سوق عين الحلوة الشعبي، بعدما دارت به الايام وانقبلت رأسا على عقب ولم تعد القيادات الفلسطينية تبالي كثيرا بمصير هؤلاء وتكريمهم وتحفظ ماء وجههم في حياة كريمة.
من "بلاط" الى مناضل ثم معتقل في "انصار" ابان الاجتياح اسرائيلي للبنان عام 1982، يكسر "ابو الغور" الصمت اليوم، ويفاخر بانه كان واحدا من بين مجموعة الصامدين الذين قاوموا العدو الصهيوني، ومنعوه من الدخول الى المخيم 18 يوما، يقول "كنت من بين هؤلاء ومنعنا العدو من الدخول الى عين الحلوة وكل الناس تستشهد بالملحمة البطولية تلك، قاومنا من زاروب الى اخر ومن حي الى حي، الى ان تهدم المخيم، بات ساحة حرب، نفدت الذخيرة ولكننا لم نستسلم".
يستعيد الذكرى والمحطة النضالية بالقول، "لم يجد العدو سبيلا لهزيمتنا، نادى علينا بمكبرات الصوت للاستسلام فرفضنا، القى المنشورات من الطائرات ولم نبالِ، الى ان سمح لابناء المخيم بالدخول وتفقد منازلهم من اجل ان نخرج بينهم مدنيين، فعلنا مرفوعي الرأس، دون ان يعرفنا احد، فيما كانت العاصمة بيروت محاصرة وتدك بالراجمات وصواريخ الغارات".
لقب غوار
غير ان مسيرة غوار" لم تتوقف، اذ سرعان مع اعتقل في اواخر حزيران من العام نفسه، زج به في معتقل "انصار" وبين التعذيب والاعتقال اكتسب اللقب، اذ شبهه يهودي يمني بانه "غوار" – دريد لحام، ليدرك انه "شبيه غوار"، فلسطيني من عين الحلوة، انتشرت القصة على كل لسان، فحمل اللقب مناضلا، قبل ان يتحول الى "ثائر" داخل المعتقل مع ثلة من المعتقلين، ويؤكد "كنت مع الشيخ يوسف مسلماني من مفجري "انتفاضة المعتقل"، نرفض أوامر العدو ونحرض على العصيان المدني، الى ان تم اطلاق سراحنا في عملية التبادل الاولى، فخرجت الى الحرية بعد اعتقال دام نحو عام ونصف العام، فعاودت النضال مجددا، بعد ان نظمنا خلايا في المعتقل وقررنا مقاومة العدو المحتل.
في عمل محفوف بالمخاطر وربما الشهادة، عمل غوار متخفيا، "كانت مهمتنا نقل السلاح والذخيرة من بيروت الى عين الحلوة، ننزل بدوريات راجلة من المغيرية علمان الى صيدا وعين الحلوة ليلا، ننقل السلاح ثم نعود الى ان تم طرد الاحتلال الاسرائيلي عن مدينة صيدا في شباط 1985، فتنفسنا الحرية وحققنا اولى "خطوات النصر" على طريق تحرير باقي الجنوب وصولا الى فلسطين".
يرفض غوار" ان يذكر كم عملية فدائية قام بتنفيذها مع رفاقه، يقول انا على قناعة ان مثل هذا الواجب يجب ان يبقى سريا، لا يعلن عنه طالما ان الهدف هو محاربة العدو واجباره على الانسحاب دون رياء او استثمار العمل الوطني لصالح جهة سياسية معينة، كنا مجموعة من الشباب المقاومين الاحرار دون اي انتماء سياسي ولا نبغي الا مرضاة الله".
نضال واستراحة
لكن فترة الاجتياح الاسرائيلي لم تكن الوحيدة، اذ وجد نفسه منخرطا في القتال في عين الحلوة والقضية الفلسطينية، فعايش احداث شرق صيدا وحرب المخيمات وأعاد تشكيل "مؤسسة الاشبال" في حركة فتح" التي انتمى اليها بضع سنوات حتى العام 1989 الى ان "استراح"، يقول "عند التوصل الى اتفاق الطائف وعودة السلم الاهلي الى لبنان، انصرفت الى حياتي المدنية، رغم انني لم استطع العمل بمهنتي الاساسية "بلاط"، بسبب ضعف النظر ووجع الظهر،اللذين حالا دون ذلك، انتهى بي الحال بائعا للخضار لكسب قوت اليوم بعرق الجبين دون ان امد يدي لاحد، صعب على مناضل ان يسترزق دون تعب".
لا يندم "غوار" اليوم على مسيرة نضاله وقد بلغ من العمر ستين عاما، يؤكد "رغم كل شيء سأبقى "مناضلا حتى الممات"، لا اعرف اليأس او الاحباط لان عملي كان "قناعة وليس تجارة" والاهتمام بالمناضلين قد انعدم وباتوا يواجهون مصيرهم منفردين امام الضائقة الاقتصادية ".

المصدر: البلد
 « رجوع   الزوار: 1913

تاريخ الاضافة: 11-03-2015

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
9 + 7 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركن المقابلات

رحيل أم عزيز الديراوي.. رمز قضية اللاجئين الفلسطينيين المفقودين بلبنان

"المقروطة".. تراث فلسطيني أصيل

عندما اقتلعت العاصفة خيمة طرفة دخلول في ليلة عرسها ورحلة العذاب اثناء النكبة

أم صالح.. لبنانية تقود العمل النسوي في القدس منذ 70 عاما

الفنان التشكيلي محمد نوح ياسين يرسم عذابات اللاجئ الفلسطيني بخيط ومسمار

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :286164
[يتصفح الموقع حالياً [ 88
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013