انتصار الدنان - السفير:
إسراء وليد العيسى، انتسبت إلى «فرقة الكوفية» وهي في الخامسة من عمرها. تقول: «ارتقيت خشبة المسرح للمرة الأولى، عندما كنت في الخامسة من عمري». أحبّت إسراء الدبكة، «لأنها تحافظ على التراث الفلسطيني، ونحن من حقنا أن ندبك ونغني، لأننا لاجئون في مخيم عين الحلوة». تضيف «الدبكة الفلسطينية هي تراث وطننا، وأنا من حقي أن أُري العالم أنني فلسطينية وأفتخر بفلسطينيتي، كما أفتخر بتراثنا، وأعبر عن مدى ارتباطنا بأرضنا».
إلى جانب إسراء يقف وسام عثمان، من «فرقة أليسار»، يقول: «تأسست فرقتنا في المخيم منذ 13 سنة، من مجموعة من الشباب الفلسطيني. نعيش في حي واحد أو في مدرسة واحدة. هدفنا فني ثقافي اجتماعي. وكذلك في الوقت نفسه من الممكن أن يكون مادياً، لأن الشباب الفلسطيني يعاني من قلة العمل، ونحن نعيش في المخيم تحت ظروف صعبة جداً، وأهمها البطالة».
أما حورية الفار، فهي تنشر «النضال من خلال الفلكلور الفلسطيني». كان حلمها أن يكون عندها فرقة للأطفال، لأنها مؤمنة بأن الأطفال هم الذين يحملون التراث ويتناقلونه من جيل إلى جيل آخر. بدأت حورية العمل على تشكيل فرقة من الأطفال في مخيم عين الحلوة، مهتمة بالأطفال المتواجدين دائماً في الشوارع، أي المتسربين من مدارسهم، وأيضاً الأطفال الذين عندهم أوضاع خاصة.
بدأ تشكيل الفرقة بثلاثة عشر طفلاً، من عمر سبع سنوات حتى الحادية عشرة. في بيتها بدأت التدريبات. ولم يكن حلمها يتعدى مخيم عين الحلوة، ولم تكن تأمل أنها ستقيم حفلات خارج المخيم. تقول «الحفلة الأولى أقمناها في طرابلس، ومن بعدها بدأت الفرقة تكبر وتتوسع، ومن ثم شاركت في المهرجانات الوطنية اللبنانية والفلسطينية». تضيف «ينقصنا الدعم المادي الذي يسهل عملنا، لأن رسالتنا نشر الثقافة الفلسطينية من خلال التراث الفلسطيني»، معتبرة أن «الشعب الفلسطيني شعب حضاري، مثقف، ليس إرهابياً، بل صاحب قضية وتراث، وسيحمل هذه الرسالة أطفال فلسطين، ويتوارثونها من جيل إلى جيل».
حورية عضو في الهيئة الإدارية لـ«اتحاد الفنانين التعبيريين الفلسطينيين في لبنان»، ومسؤولة في نقابة التراث الفلسطيني، تقول «ليس لدينا أي دعم مادي، ونعاني معاناة كبيرة جداً على الساحة الفلسطينية، فالفنان الفلسطيني لا يجد اهتماما لا على الصعيد الثقافي، ولا المادي. لكن يجب أن يعلم الجميع أن الفنان هو الصوت الذي تُرسل من خلاله رسائل الوطن وثقافته، ولي أمنية على اتحاد الفنانين الفلسطينيين أن يعمل على دعم هذه الفرق الفنية، وزيارة مركز التدريب الذي نتدرب فيه، ليرى معاناتنا».
وليد سعد الدين، من سكان عين الحلوة، من بلدة الزيب، وهو نائب الرئيس العام في «اتحاد الفنانين التعبيريين الفلسطينيين»، بدأ عمله الفني وهو طالب في المدرسة. تعلم بعض الأناشيد، وبعض الأغاني، وكان يقوم ببعض الأدوار المسرحية. أسس سعد الدين عدة فرق فنية بمجهود فردي، لأنه مقتنع بأن الفن يوصل رسالة، ومن خلال فنه يريد أن يوصل القضية الفلسطينية للعالم، وقضيته استرجاع فلسطين. واستطاع أن يشكل فرقة للتمثيل المسرحي، وفرقة دبكة، وغناء.
في ما يتعلق بالاتحاد يقول سعد الدين: «إن الكثير من الفنانين ينظرون إليه على أنه مؤسسة يجب أن تعمل على تقديم خدمات للفنانين»، موضحاً أنه احدى مؤسسات «منظمة التحرير الفلسطينية»، أي مؤسسة طابع حزبي، وليست مؤسسة لتقديم الخدمات. وتعمل على تجميع الطاقات الفنية ضمن نطاق معين، ونقابة معينة».
ويرى سعد الدين أن «الفكر والثقافة والحضارة الفلسطينية تتعرض للمحاربة، وليس لنا حقوق». وأشار إلى أن «الاتحاد، ونتيجة لوضع الفلسطيني في لبنان، وجد ليجمع الفنانين الفلسطينيين في إطار لتوحيد جهودهم، لكنه يفتقر للدعم المادي، ونحن نطلب من الاتحاد أن يضع خطة إنتاجية، نستطيع من خلالها تأمين موارد مالية، والاهتمام بكل الفنانين الفلسطينيين واحتضانهم».
«لا قدرة مادية لدينا لدعم الفنانين، لكننا نستطيع دعمهم من خلال تقديم عمل إبداعي، ومن اهم إبداعات الاتحاد أوبريت القدس»، كما يقول محمد الشولي، وهو مخرج ورئيس «اتحاد الفنانين الفلسطينيين التعبيرين في لبنان».
.jpg)
