بِقَلَم : إِيْمَان رَمْزِي بَدْرَان
1- قَد طَال لَيّل الْظُّلَم وَالطُّغْيَان
وَمَضَى يُعْرَبُد فِي حِمَى الْأَوْطَان ِ
2- وَتَسَلّط الْطَّاغُوت فَوْق رِقَابَنَا
مُتَحَكِّمَا بِالْزُّوْر وَالْبُهْتَان
3- صَاغُوَا لَنَا الْأَوْهَامَ أَن بِلَادَنَا
هِي وَاحَة لِلْأَمْن وَالْعُمْرَان
4- قَالُوْا لَنَا أَن الْتَّخَاذُل حِكْمَة
وَالْخَوْف فَرَض مِن ذَوِي الْسُّلْطَان
5- قَالُوْا لَنَا لَا تَسْخَطُوا لَا تَغْضَبُوْا
لَا تَنْطِقُوْا أَبَدا بِبِنْت لِسَان
6- قَالُوْا لَنَا صَمْتَا وَلَا تَتَكَلَّمُوْا
إِنَّ الْسُّكُوْتَ لِغَايَة الْإِحْسَان
7- إِنَّ الْزَّعِيْمَ إِمَامَنَا وَهُو الَّذِي
يَحْمِي عَمُوْدَ الْدِّين وَالْإِيْمَان
8- وَهُو الَّذِي قَادَ الْشُّعُوْبَ بِحِكْمَة
وَهُو الَّذِي يَعْلُو بِكُلِّ مَكَانِ
9- وَهُو الَّذِي بِيَدَيْه مِفْتَاحُ الْهَنَا
وَهُو الْفَرِيْد الْعَبْقَرِي الْبَانِي
10- حَتَّى نَهَضْنَا مِن سُبَات قَد بَدَا
كغِشَاوَة سَادَت إِلَى أَزْمَانِ
11- لِمَا انْجَلَت بَدَت الْحَقِيقَة مَرَّةً
مِن عَلْقَمٍ صَنَعْت وَمِن قَطْرَان ِ
12- وَإِذَا الْإِمَام الْعَبْقَرِيُّ بَدَا لَنَا
وَحْشَا كَرِيْهَ الْوَجْهِ وَالِنَابَانِ
13- سَالَت دِمَاء الْخُلُق بَيْن شِفَاهِه
وَلُحُوْمُهُم مُضَغَت مِن الْأَسْنَان ِ
14- وَإِذَا أَنِيْن الْشَّعْب تَحْتَ جَنَاحِه
يَشْكُو أَلِيْم الْقَهْر وُالْحِرْمَان ِ
15- وَإِذَا بِنَا وَالْجُوْع ينْخَر عَظمَنَا
كَي ينْعَم الْجَلاد ذُو الْسُّلْطَان
16- وَإِذَا بِنَا وَالْحَادِثَات تَتَابَعَت
وَتَنَاظَرَت فَوْق الْجَرِيْح الْعَانِي
17- فِي كُل يَوْم تَسْتَبِيْن خَدِيْعَة
صِيْغَت بِمَكْر مِن لَدُن شَيْطَان
18- مَا عَاد صَبْر كَي تَظَل رِقَابُنَا
فِي قَبْضَة الْشُّرْطِي وَالسَّجَّان ِ
19- فَالَحُر يَأْبَى أَن يَظَل مُكَبَّلا
مُسْتَعْبَدَا . كَي يَسْتَرِيْح الْجَانِي
20- حِمَمَا نَهَضْنَا يَا رَوَابِيْنَا اشْهَدِي
سَيْلَا تَدَفُّق مِن لَظَى الْبُرْكَان
21- إِنَّا نُرِيْد إِلَى الْمَدَى حُرِّيَّة
حَتَّى تُصَان كَرَامَة الْإِنْسَان ِ
22- إِنَّا نُرِيْد الْحَق أن يَعْلُو فَلَا
نَرْضَى وِلَايَة أَرْعَن ٍ خَوَّان ِ
23- فَالشَّعْب قَال بَيَانَه لَا يَنْثَنِي
مُتَسَلِّحِا بِإِرَادَة الْشُّجْعَان ِ
24- وَالْشَّعْب يَوْما إِن أَرَاد فَهَل لَه
مِن بَيْن أَذْنَاب الْوِلايَة ثَان
25- "أَن السِّيَادَة لِلْإِلَه وَبَعْدَهَا
هُو صَاحِب الْتَّنْفِيْذ وَالْسُّلْطَان"
26- مَا عَاد لِلإِجْرَام رُكْن هَا هُنَا
فَاهْرَع بَعِيْدَا في مكانٍ ثانِ
27- وَاغْرُب أَيا سفَّاحُ إِن جُمُوعَنَا
تَتْرَى تَدَفَّقُ مِلْءَ كُلِّ مَكَان ِ
28- الْلَّه أَكْبَر تَسْتَعِيْن بِهَا الْوَرَى
فَوْق الْجَحُوْد وَفَوْق كُل عَنْان ِ
29- الْلَّه أَكْبَر ثَوْرَة الْنُّوْر الَّتِي
تُجْتَث حَالِكَ ظُلْمَةِ الْأَكْوَان ِ
30- الْلَّه أَكْبَر يَا جَحَافِل دَمِّرِي
صَرْحَ الْطُّغَاةِ بِزَحْفِكِ الْرَّبَّانِي
31- فِرْعَوْن مُوْسَى كَم تَجَبَّر دَهْرَهُ
وَقَضَى عَلَيْهِ الْمَوْتُ بِالَّطُّوْفَان !
32- مِن حِكْمَة الْأَجْدَاد أَن قَالُوْا لَنَا
أَن الْحَيَاة تُبَدُّلُ الْأَزْمَان ِ
33- وَالْطَّيْر مُهِمَّا طَار فِي عَلْيَائِه
أَفْنَتْه وَقَّعَتْه بِبَعْض ثَوَان