.

عرض المقال :يا زمن الرِدَّة..!

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

يا زمن الرِدَّة..!

http://4.bp.blogspot.com/_2wLmdshvwJc/SXYdh75chZI/AAAAAAAAAAg/lepC9t1fqTo/S220/pic01%5B1%5D.jpg

عدنان كنفاني
يا سُلطانَ الوهمِ أغثْني.!
أمْطِرني وجَعاً
ما عُدتُ أطيقُ عُبورَ الزمنِ الجاحدِ في زمنِ الرِدَّةِ..!
بين سرابِ الفراماناتِ المسبيّة..
مللتُ زمانَ الصمتْ
ملَّتْني الخضرةُ بين سرابِ الأشياءِ
ومللتُ بقاءَكَ تحكي عنّي
وتصادرُ.. حتى قلبي ولساني
هذا الزمنُ المهزومُ.! يُصارِعُني بالقهرِ
ويأباني
أنْبَتَ بينَ يديَّ القيدْ
وألقاني في رُعبِ الأسئلةِ المزروعةِ باليأسِ
ودَمَّرَ حتى أبسطَ أحلامي.؟
منْ غيرُ زبانيةِ الرملِ الأصفرْ
وذئابِ المائدةِ الخضراءْ
وقبيلةِ سفّاحين تُقاتِلُني.!
وأنا أتحدثُ للمرآةِ
يسمعُ همسي من خلفِ البابِ جواسيسُ الحكّامْ
يلقونَ القبضَ على قُمصاني
يُلقوني مع أحزاني في جبٍّ
لا أخرجُ منهُ غيرَ حُطامْ
كم جاهدتُ الأنواءَ تُصارِعُني
حتى في يَومٍ جاؤوا من أقصى الأرضِ
وصبّوا الملحَ على تربةِ حقلي
قالوا: لنْ يَنْبِتَ عودٌ أخضرَ فيه.!
مِن قَبْلي، كان أبي يُوصيني
والجدُّ الأولُ أوصاني
قالوا: أن تَبْقى جُمجُمةً تَتَفَتْتُ عِطْراً
تحتَ شجيراتِ الزيتونِ
وتَنْبتُ جنبَ الجذعِ شقائقَ نعمانْ..!
خير من أنْ تَتَمشْى مهزوماً..
فوقَ جماجمِِِ من زَرعوا الزيتون الأول..
كان أبي يُوصيني ويقولْ:
من بدءِ التاريخِ وهذي الأرض.. هُناكَ
تُحاكينا.. ونحاكيها.!
ما غادرْناها.. كنَّا نعشقَها..
ما سوّرناها أبداً بالأسلاكِ
ويومَ أتَتْ مِنْ جنباتِ الكونِ وطاويطُ الشهوةِ
ما كنّا نعرفُ كيفَ نُقيمُ السورَ..
ما كنّا ندركُ أن جُسوراً فوقَ فيافينا الجرداءَ بنيناها
ستكونُ لَهم أبوابَ عبورْ
فانهارتْ في لحظاتِ الرعبِ الأرْعنِ
كلَّ سدودِ الأبواقِ وغادرْناها
نحملُ في مِرْجَلِنا صَبْوَةَ نَصْرٍ مَهزومٍ
ما زلْنا نَسْكُبُها بينَ نهودِ العُهر..
جَدّي ورَّثَني مع أُمّي تلكَ الأرضِ القدسيّةْ
وبينَ صفاءِ الروحيْنِ نَزفْتُ صُموداً
يا مَسبيّاً تحتَ هجيرِ الصحراءِ
هل قذفتكَ خياناتُ السادةْ..
أم طوعاً سلَّمْتَ مفاتيحَ الكعبة
وألهبتَ التصفيقَ ضجيجاً.!؟
أمْطَرْتَ على خوذاتِ الحربِ الرزَّ
ونزيفَ التمرِ المذبوحْ..
هل تَسألُني كيفَ..؟
سأقولُ: لأنّي مِن نسلِ الجدِّ الأولِ.. كنعانْ..
حَفَرْتُ هُناكَ تراتيلَ مُقامي
وحذفتُ الأخْضَرَ من قاموسِ الكلماتْ
وصبغتُ الأعوادَ بلونِ العَرقِ القاني
وسأبقى..!
وبقيتْ
..
 « رجوع   الزوار: 2064

تاريخ الاضافة: 26-02-2011

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
7 + 2 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :287307
[يتصفح الموقع حالياً [ 116
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013